" و من يتولهم منكم فإنه منهم"

بسم الله الرحمن الرحيم " يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود و النصاري أولياء بعضهم أولياء بعض، و من يتولهم منكم فإنه منهم، إن الله لا يهدي القوم الظالمين" سورة المائدة
الآية واضحة و الخطاب الإلهي في منتهي الوضوح، بعد سقوط الخلافة العثمانية و سيطرة العنصر التركي القومي العنصري عليها ممثلا في شخصية كمال أتاتورك، وقع العرب في نفس الفخ، فخ القومية العربية العنصرية و في فخ الإستقواء بالغرب الصليبي (بريطانيا و فرنسا آنذاك)و قامت مملكة عربية علي حلف بينها و بين دولة غربية عظمي النتيجة أننا اليوم نهاب فعل التفكير مستقلين عن سادتنا في الغرب و الشرق، نفزع لمجرد التفكير أن نحكم البلاد و العباد بدون مساندة الإستكبار الأمريكي و أما النخب المفكرة فهي منقسمة بين معسكرين، معسكر يري أن أي تجديد فى الفكر بدون مباركة الغرب له فهو خطر علينا! و المعسكر الثاني له رأي مخالف، فيعتبر من الضرورة العودة الى أصالتنا و الي الإجتهاد في المسائل التي تركها لنا الشارع الحكيم دون أن يحسم فيها، مفضلا أن يترك لعباده هامش الإبداع و الإبتكار و العمل وفق ضوابط شرعية، تاركا لهم حرية أن يخطوا لأنفسهم نهج مغاير لهؤلاء العلمانيين و الملاحدة الغربيين الذين بإتباعهم لطريقة تفكير و إبداع بعيدة عن المثل و القيم التي كرسها الله عبر التلمود و الإنجيل و القرآن الكريم، هم أقرب اليوم الى الإفلاس الفكري و العلمي فتطورهم التكنولوجي وضع مصير كوكب الأرض برمته علي كف عفريت، يكفي لأحدهم أن يضغط علي زر القنبلة النيتروجينية لتزول الحياة من دول كاملة و ها أن الإحتباس الحراري الذي نعيشه من جراء تقدم علمي لا يحترم حق الجميع في العيش آمنين علي مصيرهم يهدد وجودنا و بشكل ملموس من جراء إنتشار ظاهرة الجفاف و التقلبات المناخية الحادة التي تعرفها مناطق كثيرة فى القارات الخمسة، ألم يحين بعد الوقت لندرك قيمة أن ننتزع حق وجودنا من الآخرين بدون إستئذانهم و بالتعويل أساسا علي قدراتنا الذاتية في تفعيل وجودنا بالتوكل علي الله أولا و أخيرا؟
Commentaires