المقاومة فرض عين

بسم الله الرحمن الرحيم
أعتقد بأن المقاومة فرض عين على كل مسلم و مسلمة فى هذا العصر، و المقاومة بمعناها الأوسع، أي أننا مطالبين بتجسيد معاني رفض الهيمنة الغربية العلمانية فى جميع مناحي حياتنا العامة منها و الخاصة، و كيفية تجسيد هذه المقاومة من بلد الى بلد و من منطقة الي أخري متروك لأهلها التفكير و إبتكار سبل المقاومة التي تلاءمهم، نحن
لا نستطيع أن نفرض نموذج مقاومة موحد على مجموع المسلمين، فالمسلم فى جزيرة ميندانو نمط حياته هو غير نمط حياة مسلم سوريا مثلا، و أهم ما علينا نهتم به كيفية تفعيل هذه المقاومة فى واقع المعاملات، وقبل التفعيل علينا بتوعية الناس، فليست العامة المسلمة بكليتها مدركة لخطورة الموقف الذي نعيشه من الكشمير الي السدوان جنوبا الى المغرب الأقصي غربا، و لعل عدم الوعي هذا هو الذي شجع الأعداء على التمادي و أعطي الفرصة لعملاءهم الداخليين لتشديد قبضتهم علي الشعوب، و لبلورة ثقافة المقاومة علينا ببذل جهود معتبرة و علي كافة المستويات، فحاملي هذا الهم عليهم و هذا أي كان موقعهم فى مجتمعاتهم أن يكثفوا من جهود توحيد الرؤي أو على الأقل التقريب منها و العمل علي تجاوز مرحلة المقاومة اللفظية الى مرحلة المقاومة العملية فى أرض الميدان و قد بدأت ترتسم مثل هذه المقاومة الإيجابية فى عدة أماكن من العالم العربي الإسلامي، يبقي أنها تنقصها عدة عوامل لمضاعفة حظوظ نجاحها و من هذه العوامل التواصل ففي التواصل إثراء للخبرات و التجارب، تنسيق المواقف، فعملية التنسيق كثيرا ما تربك المعسكر المعادي، و تجعله يفكر ألف مرة قبل أن يقدم علي المزيد من الظلم و من الإضطهاد، فمثلا التجربة الأخيرة التي مرت بها النخب
و الجماهير الباكستانية في باكستان بعد ما أقدم الطاغية مشرف من تنحية كبير قضاة البلاد و محاكمته و هو السيد إفتخار قوشدري نجحت و بإقتدار في مقاومة تجبر الديكتاتور، فأمام هبة الشعب الباكستاني و معارضته الشريفة و الحرة، إضطر الطاغية الي إطلاق سراح القاضي الشريف الذي طوال ممارسته لمهامه رفض الخضوع للإبتزازات السلطة التنفيذية و سياساتها الظالمة. نحن نعيش تقلبات و إضطرابات و عدم إستقرار علي جميع الأصعدة و لا نستطيع أن نستمر في موقف المتفرج أو المتحسر، بإمكاننا أن نواجه و أن ندفع باللتي هي أحسن و حتي و إن كان الرد قاسيا بحيث يضحي بعضنا بحياتهم، فلا يجب أن نخاف و لا أن نهاب إستكبار الظلم و تعاظمه، لأن الأمر أصبح لأمة الإسلام قضية حياة أو موت، فإما أن نكون أو لا نكون و الله عز و جل لن يخيب مسعانا إن شاء الله.
Commentaires