المرأة و القضية المصطنعة!
إذا أردنا أن تقوم المرأة بدورها النابع من عقيدتها وإنسانيتها، وأن تتطرق لأية قضية من نفس الاستشعارية للقضية بصفة متوازنة وليس بها أي نوع من الصراعات مع أي طرف آخر سواء حركة مشددة أو كتلة غربية كانت أو شرقية، يجب أن يكون دورها نابعا من قناعتها الشخصية النابعة عن وعي وإدراك كاملين· وعندما نعود إلى التاريخ وبعض الأمثلة في صدر الإسلام، نكتشف أن المرأة عندما اقتنعت بعقيدة هاجرت من مكة إلى المدينة تاركة وراءها زوجها، أبناءها وبيتها، لا لشيء إلا من أجل إشهار إسلامها بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم· فأنا أوجه للجميع هنا سؤالا هل يمكن للمرأة اليوم أن تقوم بنفس التصرف، ولا أحصر هذا على الإسلام فقط؟ هل يمكن للمرأة اليوم أن تهاجر أو تسافر من أجل إعلان دعمها أو إيمانها أو نضالها أمام زعيمها الروحي أو قائدها إذا آمنت بعقيدة ما؟··
الدكتورة أسماء بن قادة نقلا عن حوار أجرته لها يومية الخبر فى 4 أفريل 2007
نري المرأة المسلمة اليوم مشغولة و مهمومة بقضية واحدة كيف تجلب المال الى الزوج الى الأب الى الأخ، فقط!! أما أن تستشعر بحسب تعبير السيدة الدكتورة أسماء بن قادة أهمية قضية واحدة من القضايا العديدة التي تعصف بعالمنا الإسلامي فى هذه الأيام فهذا ما لا ترقي له المرأة المسلمة العادية
و أما غير العادية فنراها تعاني الأمرين بين أن تحترم رغبتها الشرعية جدا فى الإنتصار لقضايا تحرير فلسطين مثلا و العمل حثيثا من أجل إعادة الفرد و الجماعة الى حاضرة الدين و بين معاملة المجتمع لها و الذي يريد لها أن تكون حبيسة الذهنية المتواكلة الجامدة السلبية!! هذا هو التحدي الحقيقى الذي نواجهه قسرا حاليا، و السؤال ما الحل؟ أظن أننا نستطيع أن نلمس الحل فى الفقرة التى فى الأعلي على لسان السيدة أسماء بن قادة. فما يجب أن نوليه كامل عنايتنا، هو تشجيع المرأة علي تبني عمليا هموم أمتها الإسلامية، فقد تراجع دور المرأة الإجتماعي او الخيري تراجعا رهيبا، لماذا؟ لسبب بسيط، فقد فرض عليها فرض دور طمعت فيه و بمجرد ما تقمصته تبين لها أنها خدعت، لم تخلق المرأة لتسترزق فى الشوارع، بل خلقت لتربي الأجيال و لتبليغ رسالة ربها و للأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، فمن غير المفهوم أن تموت شابة أمريكية فى رفح دفاعا عن حق الفلسطينيين فى العيش فى بيوتهم دون الخوف من الجرارات الإسرائيلية بينما تركض المرأة المسلمة من المحيط الي الخليج وراء لقمة العيش غير آبهة بشىء، غير عابئة لإضاعة إنسانيتها و ذاتها النورانية و هى تهرول وراء دور أسنده الله عز و جل الى الرجل القوام! فقد تخلفت المرأة المسلمة عندما أصبحت تنتج خارج البيت، و إنتاجها هذا لم يخرج وطنها من دائرة الصفر، هذا فى حين إزدادت دائرة الفقر و الفاقة فى أوساط شعبها، و بات المحروم
و اليتيم و المظلوم فى حاجة الى من ينصره و يلتفت إليه إلا أن إنصراف المرأة عن دورها الإجتماعي
و الخيري و الدعوي جعلها تغفل عن الكثير من الحقائق البائسة لمجتمعها المسكين. و غفلتها هذه جعلتها تنسحب من واجهة الفعل المحي و الفاعل الى زاوية ضيقة، فباتت تمسي و تصبح لسد إحتياجات أعفاها الله عز و جل من عناء تلبيتها! فقد فقدت المرأة المسلمة إرادتها الحرة في نصرة الحق و في عيش علاقة روحية سامية مع خالقها الرحيم الرحمن، و هي مشاركة في جريمة إفتقادها لهذه الإرادة الحرة، لم تعد تنظر إلي الإسلام و الي الله نظرة المحب لهما و الغيرة عليهما، مع أن هذا هو المطلوب من المرأة المسلمة، فقد بعث رسول الحق محمد صلي الله عليه و سلم ليبني نموذج المسلم و المسلمة المتوافقان مع ذاتهما الروحية التي ترنو بكل صفاء الي تجسيد دور المخلوق المستخلف المليء بالعرفان لخالق الكون و البشر، فأين نساءنا في هذا العصر من هذا الدور الرباني الرائع؟
Commentaires