من أرشيف ذاكرتي
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
في أواسط التسعينيات كنت أوثق لمجموعتي القصصية "أيام من الناصرة" و كان علي أن اقابل ديبلوماسي أمريكي و قد منحني من وقته ساعة كاملة ملاحظا لي بأنه لم يكن يتوجب عليه مقابلتي أو الرد عن اسئلتي بإعتبار أن منصبه لا يسمح له بالتحدث في موضوع شائك مثل القضية الفلسطينية و هي لا تهمه علي كل حال.
فرددت عليه:
-موافقة و لكن أرجو أن تجيبني عن أسئلتي، إنني أعمل في قضية مفصلية بالنسبة لنا كمسلمين و بشر.
-طيب لك هذا.
فبدأت أطرح أسئلتي و أولي أسئلتي كان مشكل الإستيطان الإسرائيلي لجبل أبو غنيم
- لست علي علم بالقضية.
- ما هو تصورك للقضية الفلسطينية ؟ هل تعتقد بأن هناك حلا لمعاناة الشعب الفلسطيني؟
- تصوري هو حل الدولتين، كنا قد إقترحنا علي السيد عرفات أن يذوب الشعب الفلسطيني في كيان إسرائيل و يدخل الكنيست و مع مرور الزمن و نتيجة إرتفاع نسبة توالد الفلسطينيين سيصبحون أغلبية في إسرائيل و يستعيدون بذلك بلادهم، رفض الرئيس عرفات و أختار حل الدولتين فعملنا علي إيصاله للبيت الأبيض و أن يستقبل من طرف الرئيس كلينتون فهذا عمل تطلب منا أربعون سنة من العمل الدؤوب.
- لماذا لم يقبل الرئيس عرفات الحل الأول و هل أنت مقتنع شخصيا بالحل الأول ؟
- كانت للرئيس عرفات دوافعه و أما رأي الشخصي فأنا لم أكن مقتنعا بالحل الأول لأن الدستور الإسرائيلي دستور عنصري و لا أتصور أنهم قادرون علي قبول دخول الشعب الفلسطيني في كيان دولة إسرائيل.
هذه مقاطع من الحوار الذي أجريته مع هذا الديبلوماسي الأمريكي في أواسط التسعينيات، لأصحح في عام 1997 من القرن الماضي.
لنتأمل جيدا ما الذي جري فيما بعد.
Commentaires