سر 1 نوفمبر



السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

في ذكري أول نوفمبر، كتبت مقالة 1 نوفمبر أعطيناك عهدا و علي بالإعتراف أن من عاصروا الشهداء قد أخلفوا العهد، لم يمت بن مهيدي من أجل دولة تحكمها القوانين الفرنسية، لم يذهب الشهداء من نساء و رجال و أطفال و شيوخ و مراهقين من أجل أن يورثونا أنانية من تسلموا مقاليد الحكم.
أحببت شهداءنا و تضحياتهم لأنها وعد منهم بالنصر المؤزر و قد تحقق و لله الحمد، هل ما جاء بعد الإستقلال كان في مستوي آمالنا ؟
اليوم الجزائري يتمتم بين نفسه و أحيانا يصرخ بها : الشهداء ماتوا خسارة.
لست أنا من تردد مثل هذا الكلام، الإستقلال لا يتحقق بين عشية و ضحاها و إنتزاع سيادة القرار عمل جيلين أو اربعة من الجزائريين الأحرار المتأصلين.
الوطنية المغروسة في قلوب من لا يزالوا يحبون الجزائر تلزمهم بالوقوف و النضال و الدفاع عن ثورة و ميراث عظيم، لم افهم تقاعس بعضهم و هروب البعض الآخر، أيننا من صلابة الخيزران ؟ أيننا من شموخ الأوراس ؟
لسنا بصدد الندب و التأسف علي ما فات.
أريد من خلال هذه الفسحة أن أفتح بابا أمامنا جميعا : هل بمقدورنا تغيير أنفسنا إلي ما هو أحسن ؟ كيف للأوضاع أن تتغير و ما فينا من غل و حسد و رداءة و كسل و سوء نية يحجب عنا الأمل ؟
هل محاسبة أنفسنا أولا قبل غيرنا مستعصية لهذه الدرجة ؟
هل تثقل علينا واجباتنا لهذه الدرجة و نلهث خلف حقوقنا بهذا النهم ؟
هل حقا نحن نريد التغيير أم أننا دون المستوي و نداري ذلك بمطالب خادعة ؟
لا يراعي صناع القرار في بلادنا خصوصيتنا العقائدية و هناك منهم منذ 1962 يحارب مرجعيتنا الروحية بدعوي التحديث و العصرنة و رأينا كيف العصرنة أسست للرداءة لأنها ليست نابعة من هويتنا و جذورنا و الإبداع كان علي مستوي إبتكار متواصل لسبل النهب و السرقة و التهريب و الإختلاس لكن في المقابل حاملي الهم الإسلامي هل كانوا في مستوي التحدي ؟
بعضهم تاجر بالدين و البعض الآخر لا تنطبق عليه صفة التدين الوسطي و الآخرون يعرفون لغة واحدة لغة الإكراه و العنف الأعمي، ما الذي ولد لنا اليوم ؟
شبابنا ضائع، لا قيم و لا ضوابط تحكمنا، يأس رهيب منتشر بين صفوفنا
ماذا كان سر 1 نوفمبر 1954 ؟
نجيب : كان الثوار أي المجاهدين و الشعب علي قلب رجل واحد، أرادوا الإستقلال و طرد المحتل، كان لهم ذلك فهم وضعوا حياتكم علي كف و حرية الوطن علي كف و أختاروا الحرية طبعا.
القادة في مؤتمر طرابلس غداة الإستقلال عوض أن يتفقوا علي تطبيق ما جاء في بيان 1 نوفمبر ذهبوا إلي كوبا و الصين ليطبقوا علينا نظام دخيل، لماذا نتخلص من نظام الرق الرأسمالي لنستبدله بنظام سخرة الإشتراكي ؟

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

حوار عند بائع ورد

غزة كبش الفداء

لنقول عوض نكسة نكسات لا نهايةلها!!!