أكرمكم أتقاكم

بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


لا شيء مؤلم مثل الصدام بين عرب و أكراد، مسلمين و مسلمين. لا أدري لماذا تطورت علي مر التاريخ العلاقة بين أكراد و عرب في الإتجاه الخطأ ؟ هل لأن القومية العربية في القرن العشرين إحتقرت غير العربي و حولت العروبة إلي إيديولوجية عرقية كريهة ؟ نعم و لا، في العراق كان الكردي يهجر من قريته و في تركيا يهجر و تدمر عن آخرها قريته، هكذا يقتلع من جذوره. لا تهمني ولاءات الأكراد، ليس مهما أن يكون الكردي إسلاميا، قوميا أو شيوعيا، ما يهمني هو محاولة فهمي : لماذا صرنا نتقاتل ؟ لماذا بات الكردي في أرضه مع مطالبه كانت معقولة أو لا واقعا مرفوضا ؟ لماذا غدي هم بعض الزعماء الإنتقام من الأكراد و هم بعض الأكراد الإقتصاص من العرب ؟ لماذا إسودت الصورة إلي هذه الدرجة ؟ أليس هؤلاء الأكراد بشر ؟ لماذا لا نعاملهم علي أنهم بشر و فقط. لهم ما لنا و عليهم ما علينا. لنضع جانبا إحترازنا و حذرنا و تحفظاتنا و حساسيتنا، ماذا كسبنا منهم سوي الويل و الثبور.
الأكراد أكبر من أن نضحي بهم، هم جزأ جميل جدا من فسيفساء العالم الإسلامي، ألا نعود إلي رشدنا لننظر بعين البصيرة ماذا فعلنا بهم و بأنفسنا ؟
هم منا و نحن منهم، فنحن و هم نتقاسم نفس قطعة الأرض و مصيرهم مرهون بمصيرنا، كيف تركنا للأهواء هذا السلطان علي السياسة العرجاء ؟ نظرنا بعين واحدة لهم و تجاهلنا ما يجمعنا بهم من صلة رحم. أي حماقة هذه أن نتلف وشائج و صلات هي أهم عند الله من أي شيء آخر. فخطاب الله لنا واضح، أكرمكم عند الله أتقاكم، و الأكراد هم وجه من وجوه الحضارة الإسلامية، وجه بشر مبدع و شجاع.

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

حوار عند بائع ورد

غزة كبش الفداء

لنقول عوض نكسة نكسات لا نهايةلها!!!