العيب في المساواة أو فينا؟


بسم الله الرحمن الرحيم

دائما ما أحرص علي إبقاء قنوات التواصل مفتوحة بيني و بين الأخريات. كثيرا ما لا أشاطرهن الآراء حول حرية المرأة و حقها في المساواة. في السنين الثلاث الأخيرة صرت شاهدة صامتة لكابوس المساواة. بت أستمع لشكاوي المرأة الجزائرية التي لا تنتهي... أصيبت الكثيرات بخيبة أمل عريضة عندما إكتشفت بأن خروجها للعمل لا يعفيها من أهم مهامها : أن تكون زوجة و أم صالحة. باحت لي إحدي السيدات بأن الزوج صار ينظر لها علي أنها رجل و هكذا المجتمع " إنني أخرج قبل زوجي للعمل و أغيب عن البيت لأسابيع و أشهر أحيانا لأعود الي البيت و رزمة من الإلتزامات و المسؤوليات تنتظرني و ألسنة الجارات تطاردني." و حينما تتوسل إمرأتنا زوجها أو أباها ليخفف عنها قليلا الضغوط تصطدم بمواقف صارمة " عليك أن تفي بإلتزاماتك و قد صيرتك المساواة رجلا ممسوخا، فمن يرنو الي الأحسن عليه أن يتحمل في صمت." حتي باتت بعض النسوة تحلمن بالعودة الي البيت؟؟؟ هيهات ذلك في عصر صار فيه الرجل عاجز علي الإيفاء بمتطلبات الحياة أو كما وصفت الوضع ساخطة شابة صغيرة " أنا مطالبة من خطيبي بتوفير البيت لمركزي و هو مستعد لإقتسام القوامة مناصفة. هراء، أخشي ما أخشاه أن أنهار في نصف الطريق." أتذكر أنني في إحدي المحاضرات لاحظت لي فتاة مراهقة أن الإسلام لم يطالب المرأة بالإسترزاق، فلما أباها يجبرها علي العمل لمساعدته في الإنفاق علي البيت؟ إضطررت للقول لها بأن الظروف الإقتصادية هي التي أجبرت والدها علي ذلك. فصفعتني الفتاة بقولها و من يصنع الظروف؟ أليس الإنسان؟؟ لا أعتقد بأن المرأة المسلمة المعاصرة مرتاحة تماما و هي تتقمص دور لم تخلق له.

و لا أدري لماذا قيدت نفسها بمسؤوليات أكبر منها. لا يعني هذا، التقليل من شأنها إنما علينا أن نصدق مع أنفسنا، ماذا ربحت إمرأتنا و هي تتوهم بأنها مساوية للرجل؟ أذكر رد إمرأة غربية عن سؤال لماذا إختارت مهنة الكتابة علي أي مهنة أخري، فأجابت الكاتبة الإنجليزية أغاثا كريستي: لأن الكتابة تعزلني و تقيني من شر الإختلاط ثم إنها مهنة مسلية و صامتة.

Commentaires

Proud to be a dit…
مشكور على مقالاتك..
لا تنسى زيارتنا:
http://www.veecos.net
Anonyme a dit…
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
جزاك الله خيرا أستاذتنا الفاضلة
أعتقد أن المساواة بين الرجل و المرأة فكرة مستوردة من الغرب ...لا يعني هذا بالضرورة أن المرأة عندنا حصلت على كل حقوقها فقد كانت المرأة منذ سنوات مستعبدة عندنا أيضا و هذا ما جعلها تتمسك بفكرة المساواة ناسية أو متناسية أن سبب استعبادها في العالم العربي مختلف عنه في المجتمع الغربي و هذا راجع لتباين البيئة الاجتماعية و العقيدة و كذلك المبدأ في الحياة و بالتالي فإن العلاج سيختلف لأنه كما نعلم العلاج الناجع يتعامل مع الأسباب لا مع النتائج... ففي المجتمع الغربي المرأة لا تأمن الغدر و لا الخيانة سواء من زوجها أو من أفراد عائلتها لذا عليها أن توفر حاجياتها بنفسها و هذا ما جعلها تطالب بالمساواة مع الرجال و رضيت بالتخلي عن أنوثتها مقابل توفير حاجياتها المادية بالطبع... أما في مجتمعنا فسبب استعباد المرأة هو سبب كل مشاكلنا الأخرى و هو الذي على الرغم من تفلسفنا و تحليلاتنا يبقى السبب الرئيسي و ماعداه أسباب ثانوية ... إنه تخلينا عن الإسلام.
هذا من جهة و من جهة أخرى أعتقد أننا إذا تحدثنا في مثل هذه المواضيع فيلزمنا الحديث عن العدل لا المساواة هذا لأن طبيعة المرأة تختلف عن طبيعة الرجل و دور المرأة يختلف عن دور الرجل ... فالأصل أن دور كل منهما مكمل للآخر لا ينافسه... نجد كذلك عند الحيوانات التكامل الوظيفي سواء بين الذكر و الأنثى أو بين مختلف أفراد المجتمع و هذا التكامل الوظيفي لا بد منه للنهوض بأي مجتمع... و اختلاف الوظائف أي الواجبات يستلزم حتما اختلاف الحقوق.
دعواتك لنا
في أمان الله.

Posts les plus consultés de ce blog

حوار عند بائع ورد

غزة كبش الفداء