الحياة صراع حق و باطل

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
في الحقيقة ما سوف أحكيه في هذا النص في مدخل ربيع رائع في الجزائر من صميم تجربتي كمواطنة جزائرية مناضلة في بلد الشهداء.
 العام الماضي عندما كانت قضية السيد جوليان أسانج مثارة علي المستوي الدولي و في بريطانيا من خلال محاكمته، كنت قد كتبت عنه في مدوناتي بالعربية و الفرنسية و الإنجليزية بين عامي 2010 و 2011 .
و كتاباتي كانت دفاعا عنه و هذا أمر طبيعي و حذرت في كتاباتي تلك أطراف معينة في كل دولة في العالم تعمل علي ترهيب الناس بغية إستمرار سطوة الحكام المستبدين و في يناير 2010 إذا ما كانت ذاكراتي قوية راجعت السيدة المحامية الكبيرة الجزائرية فاطمة زهراء بن براهام حول مسألة دعمي لقضية جوليان أسانج من خلال وسيلة الأنترنت عبر كتابات و النضال من خلال منظمة أفاز، هل سيعرضني إلي متابعة من طرف مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي و الذي  له تمثيل داخل السفارة الأمريكية بالجزائر ؟
آنذاك كنت زرتها في مكتبها، لنتحدث حول مسألة عمل الهيئة الوطنية لمناهضة الفكر الإستعماري ثم بعدها قمت بالإتصال بها هاتفيا لأستشيرها في الأمر بشكل مباشر، فكان ردها كما يلي :

"طبعا، عفاف جماعة مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي يكونوا قد سجلوا إسمك علي قائمة الأشخاص الذي يجب أن يحترسوا منهم، فأنت تناصرين رجل أحرج دولتهم بشكل رهيب."
لا أدري، أن نناضل سلميا و بشكل حضاري يعرضنا إلي متابعة الأجهزة الأمنية الأمريكية بينما من تاجروا بكل شيء بأرواح الشعوب و أمن العالم بأسره، فهؤلاء لا يتعرضون لأي نوع من المسائلة و لا يحوزون علي أي إهتمام من أي جهة كانت.
حقا، نحن نعيش زمن فريد من نوعه.
في الحقيقة، أنا هنا في الجزائر أنعم بحرية لا مثيل لها في أي بقعة في العالم، كوني مستقلة تماما عن أي جهة حكومية أو غير حكومية و أنا أناضل في صمت منذ حوالي عشرين سنة علي جبهات عدة و في ملفات عدة من حقوق الإنسان إلي تجريم الإستدمار الفرنسي إلي تجريم الفاسدين المفسدين الذين لا لون لهم و لا جنسية.
لم أتعرض طوال كل هذه السنين إلي أي مضايقات من أي جهة كانت، و دائما ما لمست عند الجميع،  و من يقرأون مقالاتي في الصحف الجزائرية و في مواقع جزائرية و عربية و دولية لمست فيهم الإهتمام و الإحترام و السعي الصادق إلي التغيير.
الحياة صراع حق و باطل، صراع من أجل الإنتصار إلي قيم و بدون هذا الصراع فلا طعم لها و لا عطر.

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

حوار عند بائع ورد

غزة كبش الفداء

لنقول عوض نكسة نكسات لا نهايةلها!!!