رسالة إلي أخواننا في مصر

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أبارك لكم في هذا اليوم ثورتكم المباركة ثورة 25 يناير 2011. أدعو الله عز و جل أن يوفقكم في لم الشمل و التوافق علي مرحلة ما بعد الثورة. أعداء الداخل و الخارج في مصر لا مصلحة لهم في نجاح ثورتكم.

إنني أخاطبكم كأخت لكم جزائرية و أسمح لنفسي بنصحكم بإعتبار أن بلدي الجزائر مر بما تمرون به اليوم من عشرين سنة إلي الخلف.

إنتفاضة 5 أكتوبر في الجزائر يقال أنها كانت إرتجالية أو مبرمجة سلفا، أفضت إلي بداية تغيير جذري و لكنها أجهضت بتوقيف المسار الإنتخابي في 1991 و دخلنا كشعب و دولة و معارضة أتون حرب إلي حد الساعة لم تلتئم جراحها و لن تلتئم إلي يوم الدين .

إنني أخشي ما أخشاه و أنا أتابع الثورة المصرية العزيزة علي قلب كل مسلم و مسلمة في كوكب الأرض، أن تتريثوا، أن تجتمعوا بمختلف تياراتكم، و أن تضعوا علي سلم أولوياتكم أمن الشعب المصري إزدهاره و إعادة له حقوقه و كرامته.

ليضع المسلم يده في يد القبطي، أنتم أهل كتاب و قبل كل شيء بشر كلكم من آدم عليه السلام و شخصيا لا أريد لمصر أن تنزلق بأي شكل من الأشكال في أتون العنف الأعمي الذي تذكيه أطراف لها مصلحة كبيرة في إجهاض الثورة.

لا تنسوا أمرا مهما جدا، مهما يختلف المصري مع أخاه المصري لا يجب أن يرفع سلاح في وجهه ليحل خلافه معه. العدو الحقيقي لكم جميعا هو الرابض خلف حدود سيناء و هو العدو الصهيوني.

أنتم أبناء بلد واحد و هي مصر، نحن في الجزائر ننتظر بفارغ الصبر أن تتفقوا فيما بينكم و أن تذهبوا إلي التغيير السلمي الحضاري و أن تستعيدوا دور مصر الرائد في الحضارة لنردم الهوة الحضارية التي بيننا و بين العدو، لا تنسوا إخواني و أخواتي المصريات وجهتنا كمسلمين جميعا هي القدس و تحرير كل أرض الأنبياء عليهم السلام.

نشد علي أيديكم، فعلوا التشاور بينكم، إبتعدوا عن التلاسن و السب و الصدام فيما بينكم، أنتم شعب واحد و الأشرار يعملون علي تقسيمكم، سياسة فرق تسد لا نريد لها أن تنجح في مصر ما بعد الثورة.

التغيير سنة الله في خلقه و يأتي بالتدرج أنتم  حققتم أول خطوة  في التغيير و أهمها، واصلوا علي الدرب متكاتفين كالبنيان المرصوص.