هل يكفي يوم غضب واحد ؟


بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


أحيانا حينما أقلب نظري في أحوالنا من أقصي الشرق إلي أقصي الغرب من عالمنا العربي الإسلامي لا أفهم لماذا دولة مثل غرقيزيا لا تقدر علي غلق قاعدة عسكرية أمريكية تمد القوات الأمريكية المسلحة في افغانستان بالمدد لدك معاقل الشعب الأفغاني و لا أفهم أيضا إصرار بعضنا علي قيام دولة بين المغرب و الجزائر و كأننا في حاجة إلي مزيد من الحدود و إلي مزيد من تشتت الأصوات و الصفوف و المستفيد من كل هذا طبعا هو العدو الصهيوني الصليبي الرابض في أرض بيت المقدس.
الكل ساخط علي الكل، نحن أضعنا الكثير من الفرص أو لنقل نحن أصحاب الفرص الضائعة، تبحث أمريكا لنفسها عن تاريخ و أما نحن فنحن مليء التاريخ. مفارقة حقا أن نقيم يوم أو يومين او أسبوع غضب علي إنتهاكات العدو لقدسية بيت المقدس و المسجد و الأقصي بينما يعمل ليل نهار الصهاينة في فلسطين و غيرها إنتصارا لمشروعهم الأبدي صيهنة و تهويد عالمنا.
نريد لأنفسنا مصيرا سيدا و ليس تابعا، كثرت الخيانات في صفوفنا، صار الإنسان المسلم مستهدفا في كل مكان و في كل وقت و هو لا يملك الحصانة الروحية التي تقيه شر الهجوم السافر علي مقومات وجوده.
إنهم يشعروننا بأننا خارج التاريخ، و أننا وحوش بلا حضارة و لا رسالة. تري ماذا كسبنا من التذلل و من التنازلات سوي الهوان و الإحتقار.
تهود القدس و لا عمان و لا القاهرة تقطع علاقاتهما بالشيطان اللعين القابع في القدس و تل أبيب، فما يسمونه بهتانا بالمصالح العليا أصبح أقدس من كل شيء و من أي شيء.
فالتعايش مع المجرمين هذا ما يريدوه لنا، علي ماذا سيتعايش الشعب الفلسطيني مع شحب المحتلين المجرمين ؟ هل بقت له أرض يحيا عليها ؟ القبول بالأمر الواقع هذا ديدنهم و اما نحن فمنقسمون بين ثائر علي واقع الحال و بين مستسلم فلا الثائر يتركونه ينتقم لشرفه فالأرض هي العرض و لا المستسلم قادر علي العيش في الهواء، حقا إنها المهزلة.
في أول من هذا الشهر أي ابريل صدرت لي أول رواية باللغة الفرنسية بعنوان و تستمر الحياة في سراييفو في فرنسا عن دار نشر "في الكتب الحقيقة"
إنتظرت صدور هذا الكتاب خمسة عشر عاما، أحمد الله علي رؤيته النور و أمامي جولات جديدة للتعريف بالكتاب إعلاميا، بإنتظار صدور مجموعتي القصصية "أيام من الناصرة" و قد تعرضت فيها لبعض الوجوه من فلسطين 1948 و 1967، في البوسنة و الهرسك في أيام الحصار الذي كان مضروبا بإحكام علي العاصمة سراييفو عشت حقا لحظات لا تنسي مع أفراد عائلة كيرفتش، فهم قاوموا بغمكانياتهم المتواضعة و بإرادة كبيرة في الإنتصار و بإيمان أكبر في حقهم في الحياة، إيناس جعفر عارف قاسم،نعيم، باتريك، فرانسيس، العم تشينكو، حكاية ثلاثة ايام من الحصار و القصف و الخوف و لا أحد يستطيع أن يتنبأ بما ستؤول إليه الأحداث. أتمني للقراء الكرام قراءة مفيدة للرواية " و تستمر الحياة في سراييفو..."

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

حوار عند بائع ورد

غزة كبش الفداء

لنقول عوض نكسة نكسات لا نهايةلها!!!