عندما لا نريد ما نريد

بسم الله الرحمن الرحيم
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
السماء داكنة، حبال المطر متصلة و كل شيء حولك يوحي لك بالبلل و البرد و نوع من الحنين.
في هذه الصبيحة في المرتين التي أتصل بهما هاتفيا بصديقة و طبيبة أصطدم بخبر موت خال الأولي و زوج الثانية، إنا لله و إنا إليه راجعون لكنها فرصة لنسترجع و لنتذكر أن الموت زائر دائم و أن رحلة الحياة قصيرة للغاية مهما تهيأ لنا خلاف ذلك.
لا شيء يزعجني مثل بطأ الإجراءات، فحماستك تموت بعد إنقضاء الأسبوع الأول من الإنتظار و في بلدنا الوقت لا قيمة له. و حينما أخيرا تنجح في إنتزاع موافقة يبقي عليك أن تتحصل علي موافقة كتابية و من جديد تعرف حالة الإنتظار و القلق و السؤال تلو السؤال حتي تصبح لا تريد ما تريد.
صار العمل الجاد مرادف للمشاكل و شد الأعصاب و باتت النيات الطيبة مشكوك فيها و غدي الضمير المهني أضحوكة و بالرغم من كل ذلك يصر البعض علي أنه لا مفر لنا من النهوض و العمل...
للتو علمت بوقوع مذبحة في نيجريا بين مسحييين و مسلمين، العجيب أن لا أحد في الإعلام الغربي يدق الأجراس فالضحايا في معظمهم مسلمين، لا يستحقون من أحد الإهتمام. و العجيب أيضا أننا كمسلمين لا نعير إهتماما بإخواننا في العقيدة، رأينا بأم أعيننا كيف تقوم قوات الأمن النيجيرية بقتل المواطنين المسلمين العزل و لا تتحرك فينا الغيرة علي الحق، فهذه أرواح تزهق، ألهذه الدرجة هانت علينا الحياة و هان علينا إخواننا ؟
بعض الفعاليات الإسلامية من إتحاد العلماء المسلمين العالمي إلي حماس و الجهاد الإسلامي في فلسطين قرروا يوم غضب يقف فيه فلسطينيوا الضفة و غزة تضامنا مع إخوانهم عرب 48 في القدس، يوم الغضب هذا لم ألمسه في سلوكات الناس هنا، فالبارحة كنت في ساحة أودان نزلت أشتري كتاب و قد كنت انظر حولي، حزينة، فمرتادوا شارع الشهيد ديدوش مراد هم أقرب إلي الإنسلاخ من الدين و الهوية منهم أن ينشغلوا بهموم القدس و الأخطار المحدقة بالمسجد الأقصي. كيف يتأتي لنا نحن الشعوب حماية الأقصي و القدس من التهويد الصهيوني و نحن أبعد عن الدين و العقيدة و واجباتنا العقائدية من أي وقت مضي؟
ثم إنني أريد طرح بعض الأسئلة و التي لا يجب أن تؤول علي أنها إستفزازية من طرف إخواننا الفلسطينيين :
ما وصلت إليه الأمور في القدس أليس نتيجة طبيعية لمسيرة أوسلو الفاشلة ؟
لماذا لا يتحمل الفلسطينيون سياسيون و شعبا مسؤولياتهم ؟ أنتم من قبلتم بتوقيع الرئيس عرفات علي إعلان المباديء لإتفاقيات أوسلو واشنطن حيث تنازلتم عن 78 بالمائة من أرض فلسطين ؟
لماذا صدقتم وهم قيام دولة فلسطينية جنبا إلي جنب مع كيان غاصب ؟
لماذا إشتريتم وهما لقاء تنازلكم عن فلسطين 1948؟
هل الرئيس عرفات إستشارنا نحن العرب و المسلمين أنظمة و شعوبا قبل أن يذهب إلي المفاوضات السرية مع العدو في أوسلو ؟
لماذا علينا الآن أن نتحمل تبعات قراركم ؟
يا إخواني الفلسطينيين و يا إخواني العرب فلسطين آمانة في اعناق كل المسلمين و بشر هذا الكوكب و ليست قضية حكرا عليكم فأنتم فشلتم في حل قضيتكم.
عليكم أولا الإقرار بهذا لنذهب إلي الحل.
Commentaires