مفاجآة آخر لحظة


بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

كنت أعول علي حضور معرض الكتاب الذي نظم في المركب الأولمبي غير بعيد عن مقر سكناي لكنني لم أكن اتصور أبدا أنني سأحضره يوميا بصفتي أعمل في دار نشر سمر متطوعة لعشرة أيام. كانت حقا مفاجآة سارة لي. طبعة هذا العام فيها ما يقال عنها و لها. تقريب المعرض من سكان العاصمة كان أمرا إيجابيا و إن تسبب في إزدحام شديد علي الطرقات المؤدية للمركب الرياضي، الخيمتين الكبيرتين لم تمنع الرطوبة و قلة الهواء من إزعاج الزائرين. شاب التنظيم عدة نقائص كغياب الإعلان عن بيع إهداء لدار سمر للسيدة أرليت فوجراي كتابها للأطفال و هي تجربة أولي خاضتها الدار علي تواضع إمكانياتها. أعجبتني طريقة السيدة أرليت في جذب الأطفال و أولياءهم، فهي تخاطبهم مباشرة داعية إياهم لقراءة قصة الخنافيس و كيف لها نقاط سوداء ؟
من جهة أخري كان الإقبال شديد علي أعمال مالك بن نبي رحمه الله المنشورة باللغة الفرنسية في دار سمر، و من يقرأ بالعربية كنا نوجهه إلي دار الفكر عبر دار الوعي الجزائرية التي تضطلع بمهمة توزيع في التراب الوطني إنتاج دار الفكر. أتيحت لي فرصة بيع كتابي " كوة نور شجون إمرأة مسلمة" و مقابلة بعض قرائي الذين شرفوني بالزيارة و سعدت بزيارة و تغطية معهد المناهج لنشاط الدار في المعرض. أكثر ما أسعدني وجودي اليومي في صحبة الكتب و البحث عن عناوين و كتاب و الإطلاع علي فعاليات معرض لا يزال رغم وجوده لأربعة عشر سنة يعاني من الكثير من العيوب.
هناك مشهد من المعرض علق في بالي، في اليوم الرابع أو الخامس ذهبت لجناح دار الفارابي أبحث عن عنوان فوجدت أعمال إدوارد سعيد و جيريمي ريفكين، فأردت شراء هذا الأخير و قد كان هناك عنوانان معروضان فإذا بي أسمع صوت ممثل الدار اللبناني يستوضح كلمة نطقت بها إحدي الفتيات التي تعملن معه، فالمسكين لم يكن بمقدوره فهم عاميتنا الجزائرية المشوهة. فخاطبته بلغة عربية واضحة معتذرة له عن جهلنا و سطحيتنا و كيف أن جيل الإستقلال وجد نفسه بين مثالية الأجداد و واقع قهري رفع من شأن الرداءة. فأبدي الرجل تفهما و أسفا علي أحفاد العلامة الشيخ عبد الحميد بن باديس و فضيلة الشيخ البشير الإبراهيمي، حقا مصيبتنا كبيرة و نحن غير آبهين بها علي عادتنا في إستصغار العظيم و تهويل الحقير من الأمور.

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

حوار عند بائع ورد

غزة كبش الفداء

لنقول عوض نكسة نكسات لا نهايةلها!!!