أكتبي علي غزة أكتبي بطولات و أمجاد شعب غزة

بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام علي أشرف المرسلين و آله الأطهار و صحابته الكرام
هده الصورة في الأعلي هي خير تصوير لنفسي من الداخل طيلة الثلاث السنوات الأخيرة أي منذ فوز حماس في الإنتخابات التشريعية في أرض فلسطين المحتلة. قبل العدوان الصهيوني الأخير كنت غارقة بمعية صديقات في تحضير فعاليات أيام كسر الحصار علي غزة، فإذا بصديقة و أخت إعلامية جزائرية أحترمها كثيرا تتصل بي طالبة مني أن أزودها بإحدي القصص علي فلسطين لتترجمها إلي اللغة العربية و تنشرها في المجلة المزمع إنطلاقها قريبا إن شاء الله. شعرت بموجة حزن عارمة تجتاحني عندما إستمعت لطلبها:- يا أختي المجموعة القصصية التي بحوزتي بعنوان "أيام من الناصرة" تروي أحداث ستحدث في عام 2040 في فلسطين إن شاء الله و القراء بحاجة إلي قصص عن فلسطين الآن، فلسطين أرض الواقع، فلسطين الحصار. قلت لها معترضة.
- طيب، أكتبي الآن لنا عن غزة الشموخ و العزة و الكرامة، ألا تستطيعي كتابة قصة قصيرة ننشرها في أول فرصة. جيل اليوم نسي ملابسات قضية فلسطين، يسمع عن الحصار و لا يفهم لماذا هذا الحصار بإعتبار أنه يعتقد بأن فلسطين لم تعد فلسطين و إنما صارت تسمي إسرائيل بمقتضي إتفاقيات أوسلو المشؤومة. أجابتني السيدة الفاضلة.
فشعرت بموجة أخري من السخط هذه المرة تعتريني :- من يعتقد هذا من هذا الجيل فهو خائن حتما.
- لا، لا تقولي هذا. الخائن هو الجيل الذي تنازل عن فلسطين في إتفاقيات أوسلو و في لقاء أنابوليس، لنعد إلي حاجتنا إلي قلمك القصصي متي ستكتبين قصة عن فلسطين و غزة بالتحديد ؟
فجاء ردي بصوت متعب و حزين:- قد بدأت أكتب قصة بعنوان "يوميات عائلة غزاوية" و قد نشرت الثلاث الحلقات الأولي بمدونتي باللغة الفرنسية و قد قرأها بنهم القاريء الغربي الذي صار ينظر للعدو الصهيوني بنظرة الشك و الريبة.
- جيد، عفاف أنا بإنتظار أن تكملي هذه القصة لأقوم بنشرها في مجلتنا إن شاء الله. لا تنسي وصية شهداء أول نوفمبر، الجهاد مستمر إلي يوم الدين.
أغلقت الهاتف الأخت الإعلامية، تاركة إياي في حالة يرثي لها. بكيت تلك الليلة طويلا، بكيت لأنني لم أكن أملك سوي سلاح القلم لأقارع به العدو الصهيوني الرابض هناك في أرض بيت المقدس و هنا في أرض المغرب العربي.
Commentaires