أول نوفمبر بين الفخر و الخيبة


بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام علي أشرف المرسلين

الإحتفال بذكري 1 نوفمبر1954 له زخم خاص و تحمل لنا الكثير من المعاني و الدروس و القيم و الذكريات عن جيل ضحي بكل ما عنده و لم يرتفع الجيل الحالي إلي ذلك المستوي البطولي. تفجير ثورة 54 كانت رمزا كبيرا لإرادة الممانعة، رفضنا الإندماج و الإنسلاخ غير أن الإستقلال حمل لنا أشكال مختلفة للإنصهار في ذات الآخر. حولتنا ثورة 54 إلي غالبين و حولنا الإستقلال إلي مغلوبين. ثم إن الجيل الحاضر و أجيال المستقبل يحلمون بجزائر أخري: جزائر تهب أبناءها دون عناء كبير، جزائر مزدهرة هكذا برمشة عين، فلا ضحي من أجلها شبابها بل هؤلاء هم يحتجون عليك بأنهم لم يستمتعوا بشبابهم، و قضوه بين ركام الفضلات و الجدران و لم يتساءلوا لماذا لم يجاهدوا ليبنوا أنفسهم بسواعدهم و ذكاءهم مثل ما فعل سابقيهم. لست ممن تري بأن الأوضاع في الجزائر مثالية، ليس هناك دولة مثالية في العالم إنما أؤمن بأن الصعوبات تشحذ الهمم و ليس العكس و هذا ما يحصل للأسف مع شبابنا. " لا نريد أن نعرف شيء عن ثورة أفضت إلي إستقلال منقوص و سيادة وهمية" هذا هو لسان حالهم. لا أحد لاحظ بأن هذا البؤس المنتشر في ربوع البلاد هو من صنع أيدينا، عوض أن نجابه السلطة بشكل حضاري و نبني أنفسنا بكدنا و تضحياتنا و لا نيأس أمام الظلم و الظالمين أي كان موقعهم ترانا نهرب من البلاد علي متن قوارب الموت، ماذا نجني في النهاية ؟ سوي الحسرة. يجدر بالجزائرين أن يتعرفوا علي الجيل الذي حرر أرضهم بالدم و النار لعلهم يستلهمون منه الأخلاق و المباديء الصانعة للمصير السيد. ألا يستحق منا هذا البلد مزيد من التضحيات و العمل الجاد و أخلاق الإنضباط و الصرامة في التنفيذ ؟ بلي لهذا ندعو الجزائرين خاصة منهم الشباب أن يأخذوا من ماضيهم المجيد ما يعينهم علي بناء أنفسهم بإقتدار ليس هناك يأس أو كسل مع الشباب. و رحم الله شهداءنا الأبرار ورزق الله عز و جل الجنة من إستشهدوا مخلصين له بحق.

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

حوار عند بائع ورد

غزة كبش الفداء

لنقول عوض نكسة نكسات لا نهايةلها!!!