مصائبنا و مصائب أطفالنا

بسم الله الرحمن الرحيم
عندما أخبرتني صديقتي الداعية بأنني مدعوة لتقديم محاضرة حول حقوق الطفل لأمهات جئن يحتفين بنتائج أطفالهن في نهاية السنة، شعرت بغصة: تري ماذا سأقول لهن؟ تضمن ميثاق حقوق الطفل في الإسلام قائمة طويلة مملة لحقوق المخلوق الصغير غير أن الممارسة علمتنا جميعا بأن بين الأماني و الواقع بون شاسع. أردت أن أعتذر لقصر الوقت ثم لماذا الحديث عن حقوق الطفل في 1 جوان المصادف لليوم العالمي للطفولة؟
فردت علي الصديقة : لست مطالبة بمحاضرة و إنما بتدخل قصير تكلمين الأمهات و الأخوات بلغة مبسطة حول موضوع كثيرا ما أستغل لأغراض مشبوهة ثم لا يهم التوقيت.
لم يكن لي بد من الموافقة و في ثلاثة أيام وضعت الخطوط العريضة و دعوت الله راجية منه أن يوفقني في مسعاي هذا.
سبحان الله يوم 1 جوان كان غائما ممطرا. عندما إجتزت القاعة وجدتها غاصة بالنساء، واحدة منهن متبرجة، باحت لي إحدي المنظمات أن بعض الحاضرات وضعن أبناءهن في المدرسة الدينية ساحبة إياهم من المدارس الخاصة مخافة عليهم من المحتوي المفرنس للبرنامج. جميل لكن لكي لن أطيل علي هؤلاء النسوة اللاتي تنتظرن تتويج فلذات أكبادهن بعد مداخلتي رحت أستعرض معهن بعض أهم حقوق الطفل كحقه في الحياة و التربية و التعليم و المساواة. كلنا إتفقن علي الصعوبات الجمة التي تعترض عملية التربية في محيط علماني. إلا أنني أكدت علي ضرورة أن تتصدي الأمهات لمهمة توفير الأجواء النقية و المحفزة لأبناءهن و قد ألححت قائلة لهن : عليكن أن تفكرن مليا في مسؤوليات الوالدين، لا أحد طالبكم ببذل فوق طاقتكم أو الإنفاق فوق قدرتكم. ربوا أبناءكم علي الحد الأدني و أحرصوا علي تعليمهم دينهم، فالطفل باكرا جدا قادر علي الموازنة بين رغباته و بين إمكانيات الواقع. فلا ينبغي إهمال عامل مهم جدا في تعاملكم مع أطفالكم، فهم لهم شخصياتهم الصغيرة التي تستحق الرعاية و الإهتمام و الإحترام.
لا أدري إن إستطعت نقل لهن القليل مما يتحتم علي إيفادهن به، الذي طمأنني نوع ما حرص بعضهن علي شكري في نهاية المداخلة و سؤالي حول مجموعة مشاغل. طلب مني مشاركتهن فرحة توزيع الجوائز علي الأطفال، فعلت و عدت الي البيت و زخات المطر تطاردني.
Commentaires