غزة و تقرير المصير


بسم الله الرحمن الرحيم

غزة مرة أخري تضعنا أمام ضمائرنا. ما نحن فاعلون؟ إتصلت بي ثلاث مرات أخت في يوم واحد لتصرخ في السماعة: ما الذي يحصل لنا؟ كيف تحاصر و تذبح غزة و نحن هنا نعيش حياة عادية و الأمر و الأدهي أنني لا أجد من حولي من يشاركني غضبي و حرقتي علي إخواننا.

الذي أصابنا هو نوع من اللامبالاة القاتلة أو كما قال لي سائق أجرة:- ماذا بوسعي أن أفعله لإخواننا في فلسطين و العراق و لبنان و أنا هنا مخنوق معدوم. تطاردني الديون و طلبات الأبناء.
أحد المتفرجين في قناة الحوار لاحظ بأن الجماهير تتظاهر عندما يصبح غلاء المعيشة لا يطاق أما أن تتظاهر من أجل نصرة فلسطين، فلا. صارت لقمة العيش هي المنتهي؟؟؟؟؟ يقتل و يذبح أطفال أبرياء في لبنان و فلسطين و العراق و كل ما نملك التنديد و الإدانة الفارغتين. كتب أحد قرائي بمرارة قاتلة "صرنا حريصين علي الحياة أكثر من اليهود أنفسهم لكن أي حياة هذه؟ حياة الذل و الخنوع و الإستسلام، حياة الطفيليات." هل نحن في حاجة الي البقاء في القاع هكذا نجنب أنفسنا ويلات المواجهة و الصمود؟عندما أنظر الي مواطني الكرام باحثة فيهم عن ملامح و طباع شهداءنا الأبرار كبن مهيدي و حسيبة بن بوعلي و زيغود يوسف و الحواس، لا أعثر علي شيء يذكرني بإباء و عزة أولئك الذين فضلوا الرحيل بشموخ و ها أنني أتذكر ملامح فتاة هي قريبة للشهيد الحواس، يتيمة الوالدين و قد إختارت أن تتزوج من فلسيطيني في غزة. قالت لي و هي تحضر نفسها للزفاف: " سأذهب الي المكان الطبيعي الذي يجب أن أعيش فيه، موطن زوجي ثم إن فلسطين هي أرضي و قضيتي و لا يهم إن لم أعد أبدا الي الجزائر. فالجزائر الثورة و الكرامة في حيثما اكون و سأعمل علي إحياءها هناك في غزة الطاهرة."
لا أدري مصير صديقتي منذ غادرت أرض الوطن، هل هي حية أم أنها أستشهدت؟ كل ما أعلمه أن أمثالها قلة قليلة في بلدي و لا أشك أن هذه القلة القليلة هي من تستحق أن نعول عليها للصمود و الإستمرار في المقاومة.

Commentaires

Anonyme a dit…
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
لربما الأسوأ من الظاهرات من أجل خبزة العيش هو ما رأيناه هذه الأيام من إحتفالات ضخمة ..و السبب فوز في مبارات كرة القدم
شاهدنا شباب و رجال نساء و بنات خرجوا بعد إنتهاء المبارات... أي الساعة التاسعة ليلا .. و تواصلت السهرة حتى الأذان الأول للفجر ثم -و للأسف- تشتت الجمع و ذهب الناس ليناموا بعد إرهاق

Posts les plus consultés de ce blog

حوار عند بائع ورد

غزة كبش الفداء

العيب في المساواة أو فينا؟