التنوع سنة


بسم الله الرحمن الرحيم


عندما أستمع الي بعض الأشخاص، أشعر بأن هؤلاء إما هم جاهلون و إما هم حاقدون، كلما جاء الحديث حول حظوظ الإسلاميين في الممارسة السياسية تقفز الى السطح مثل هذه الإتهامات : لا يصلح الإسلاميين للسياسية بدعوي رفضهم للآخر!!
تري لأكثر من ألف سنة مع من تعايش المسلمون؟ مع الأشباح! ألم يكن التسامح و التضامن سمة الحكم الإسلامي؟ ألم تتقبل المجتمعات المسلمة أفواج المسلمين الجدد من كل العرقيات و القوميات و شغل أهل الكتاب و الصابئة مناصب عليا فيما يسمي بالدولة الإسلامية؟ لماذا هذا التضليل؟ نحن تعايشنا مع مختلف الطوائف و المعتقدات بإعتبار ان لا إكراه في الدين و أعتبرنا من إختاروا جوارنا إخوانا لنا لهم ما علينا و لنا ما عليهم، فكيف هذا التلاعب الرهيب بالحقائق لنرمي الإسلاميين بالتزمت و ضيق الصدر و التحجر؟ لنأخذ أمثلة من التاريخ و لنعود الي معاملة الذميين في الإسلام. هناك بالمناسبة من يعترضون علي مصطلح الذمي بحجة أن هؤلاء يبقون جسما غريبا في الأمة الإسلامية، لماذا لم يشتكي من ذلك إذن المعنيين بالأمر؟؟ ألم يعيشوا في كنف الأمة قرون و قاسمونا الحلو و المر و نحن من تولينا الذود عنهم عندما إقتضت الحاجة. ألم يتعرض اليهود في القدس الي الذبح عند إستيلاء المسيحيين علي بيت المقدس؟ أين لجأ اليهود الأندلسيين حينما طردوا من إسبانيا علي أيدي جنود إيزابلا الكاثولوكية؟ بل كمن نجاح و تألق حضارة الإسلام في التنوع الشديد الذي عرفه النسيج الإجتماعي لمجتمعاتنا، فلماذا نتحامل علي التاريخ و الحقيقة يا تري؟

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

حوار عند بائع ورد

غزة كبش الفداء

لنقول عوض نكسة نكسات لا نهايةلها!!!