مثقفينا و ضياع البوصلة

 بعد عقود من الزمن تأكدت من الدور السلبي الذي أداه مثقفونا...المنقسمين إلي حاملي هم الإنبعاث كجزء من الأمة الإسلامية أو فئة الإنفتاح الأعمي الذي لا يترك لنا مجال لأخذ ما يلاءمنا و إعتماد نهجنا و تصورنا للخروج من عنق الزجاجة، بين معربين و مفرنسين، بين مسلمين، علمانييين و ملاحدة كنت في كل مرة أقف علي تغول الإيديلوجيا فضاعت البوصلة و كبرت همومنا و إتسعت رقعة الخلافات فنصبح و نمسي علي تبادل الإتهامات و الطعن في النوايا و و و...و هذا حتما لن يخدم قضية الجميع : بلوغ شاطيء الآمان...

كيف بلغ بنا الحال إلي ما هو عليه ؟ و لماذا التشكيك في كل شيء ؟ الا نتقاسم فضاء واحد و بلد واحد و تاريخ واحد ؟

لماذا الخصومة و كل أحد يحترز من الآخر و كل واحد يسحب لنفسه البساط ؟ فأي صورة للمثقف الجزائري أعطينا ؟ مثقف همه يتوزع بين المداهنة أو إستجداء عطف البرلمان الأوروبي !!!!!!!!

متي ندرك بأن الموقف السليم يقتضي منا حزم و إستعداد للبذل و العطاء بلا نهاية و سلوك سبيل المصارحة و الإستقامة بعيدا عن التسول الفكري و المادي ؟

ماذا في وسعنا فعله للمنفعة العامة عوض المبالغة في التشاؤم و زرع أسباب اليأس في أوساط الشباب؟ ماذا بمقدورنا عمله في توقيت زمني حرج، الجموع فيه نهب للشك و سوء الظن ؟

ألسنا جزء عزيز من هذا الشعب و هذ المجتمع ؟ ألسنا مطالبين أكثر من غيرنا لإنتاج مادة أخلاقية و فكرية نطعم بها مشروع النهضة أم كل ما نحسنه التهافت علي المتهافت ؟

ألا نقتدي بمن سبقونا ممن نثروا لمسات الأمل في سواد ليل الإحتلال و ما فتئوا يؤمنون بغد الإستقلال و أفنوا عمرهم في حمل المشعل منيرين درب الكفاح ؟

متي نفصل بين الأنا الأنانية و بين النحن الصحي ؟ نحن لا نملك كفاية من الوقت لنتيه بالناس في دهاليز لا مخرج لها، الأولي بنا ان نضع جانبا كل ما من شأنه يفرقنا و نعمل علي رأب الصدع و نتجاوز عن صغائرنا و نفهم ما معناه أن نكون ركاب سفينة واحدة و لا بديل عن التوافق و مخرج سوي الإشتراك في عمل واحد : كيف نخرج من دائرة اللافاعلية إلي الفاعلية القصوي ؟

كيف نبني بدل الهدم ؟ كيف نلتقي و نتشاور و نسمع عن بعضنا البعض واضعين في الحسبان فقط عزة الجزائر ؟

لا مفر من مواجهة هذه الأسئلة و لا خيار لنا آخر سوي النضج و تحمل مسؤولياتنا كاملة و الحكم لله و التاريخ و 

الشعب الجزائري...

http://www.natharatmouchrika.net/index.php/looks-bright/item/4890-2020-08-28-04-16-54


Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

حوار عند بائع ورد

مع رحيل الصيف يرحل البعض و يبقي الإيمان