عندما يكذب الصادق...

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

كنت منشغلة بكتابة مقالة، و فجأة تذكرت مقطع من قصة قال فيها البطل : "عندما أكذب يصدقني الناس و حينما أصدق، خلاف ذلك، ما بهم ؟"
الناس بهم المصالح و حكاية المثل لا تسد رمق و لا تبني بيت، و حظوظ الكذاب أكبر من ذلك الإنسان المستقيم. هذا و قرأت لأديبة أستاذة في الثانوي، "كم يصعب علي الرد علي تساؤلات تلاميذ بالقول لهم، أحيانا لا نستطيع أن نصدق تمام
ا، لهذا قليل من تزويق الحقيقة لا يضر." بينما واقع الحال يقول أنه لا ينفع تجميل حقيقة قبيحة و جعل من الحق غول لا يخدم إلا الأشرار.
نحن لم نتخلف لأننا نصدق في أقوالنا و أفعالنا بل لنقل التحايل و الغش زوروا وجودنا فأصبحنا لا نفرق بين حق و باطل.
فمن الجبن أن نعتقد الكذب مخرجا لائقا و أن بعض الناس لا يصلح معهم الصدق، و لا سبيل لذكر الوقائع كما هي مخافة غضب البعض و كأن غضب خالق العباد أهون !!!
و ماذا عن المشاعر إن تكلفت الصدق ؟
و ماذا نسمي السلوك المنافق الذي يوهمنا بالصدق و هو يضمر الغدر؟
و هل في كل مرة تسلم الجرة ؟
و كيف نهاب الشجاعة و لا نخاف العقاب ؟
و كيف نحسن التملق و نستخف بالمآل ؟
و نرضي ان يكتب عنا كذاب و لا نرضي بالصدق خصلة ؟
و كيف نستقبل الصادق بوجه متكدر و نهلل لمقدم الكذاب ؟
كل هذا ينهار أمام كفة الآية 2 من سورة الطلاق، بسم الله الرحمن الرحيم :"و من يتق الله، يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب."
22 شوال 1438

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

حوار عند بائع ورد

ما يريده المصريون

الله أكبر علي 1 نوفمبر 1954